المتحف الوطني في بيروت هو متحف الآثار الرئيسي في لبنان، بدأ بتشييد تلك المتحف بعد الحرب العالميّة الأولى وافتتح رسمياً في عام 1942 ويضم مجموعات تبلغ حوالي 100,000 قطعة ومعظمها من الآثار والمكتشفات في القرون الوسطى من الحفريات التي قامت بها المديريّة العامّة للآثار، ويتم عرض نحو 1300 من التحف، ويتراوح تاريخها ما بين عصور ما قبل التاريخ إلى العصر المملوكي في العصور الوسطى، ويضم تلك المتحف مجموعات عدّة من اللعصر الحجري القديم والعصر الحجري الحديث والعصر البرونزي والعصر الحديدي والحقبة الهلنستية والررومانيّة والبيزنطيّة والفتح العربي وعصر المماليك.
ينقسم المتحف الوطني في بيرون إلى عدّة اقسام، تشاهد فيها اجمل مجموعات التحف والآثار في العالم، إذ تشاهد في قسم ما قبل التاريخ معروضات تعود إلى العصر الحجري اقديم والعصر الحجري الحديث، ويصل عمر البعض ومنها إلى مئات آلاف السنين، وعند انتقالك إلى العصر البرونزي ستشاهد تماثيل ومخطوطات ولوحات مسماريّة ولوحة الأبجديّة الأولى في العالم، وفي قسم العصر الحديدي وقسم الحقبة الهلنستيّة تجد مجموعة من المعروضات الفينيقيّة مثل لوحات السيراميك ولوات الفسيفساء، كما يضم المتحف قسم يعرض حقبة ما بعد الفتح الإسلامي حتى عهد الدولة المملوكيّة، ويعرض فيها بعض الأسلحة والعملات المعدنيّة والمشغولات الذهبيّة، وصالة السمعي والبصري التي يعرض فيها أفلام وثائقيّة تعرّف بالمتحف وتاريخه وتعرف بمحتوياته.
يعد المتحف الوطني في بيروت متحف ذات أهميّة كبيرة نظراً لأنه حافظ ذاكرة الحضارات المتعاقبة على لبنان، إضافة إلى موقعه الإستراتيجي بين العاصمة الشرقيّة والغربيّة، ويحتوي المتحف على رائع اثريّة تعود إلى عصور مختلفة بدءاً من مرحلة ما قبل التاريخ، وتروي قصص إمبراطوريّات وشعوب وثقافات تعاقبت على لبنان، وصولاً إلى الحقبة العثمانيّة، مشيراً إلى انه يضم مجموعات كبيرة من النواويس والنصب الفينيقيّة تعود إلى القرون الوسطى.
عادات الفينيقيّين
تم اكتشاف في الحقبة الفينيقيّة أباريق يحتفظ بها المتحف بين الأعوام 900-800 قبل الميلاد، تعبر تلك الأباريق عن تغير العادات المدفنية عند الفينيقيين، فلم يعد الفينيقيون يدفنون موتاهم بل يحرقونهم ويضعون رمادهم في أباريق أو قوارير جنائزيّة، ووفقاً للمؤرخ سنو يشير إلى انه في عام 2011 دُشن مدفن صور في الطابق السفلي من المتحف بهبة إيطاليّة تم تحول إلى قاعة بعد إنجاز التأهيل في عام 2016، وتبعه في ما بعد صالة موريس شهاب وهو المدير العام السابق للمتحف تقديراً لإنجازاته في رعاية آثار لبنان.
العصر المملوكي
يضم المتحف الوطني مجموعة نادرة ذهبيّة تحمل نقوش عربيّة وأشكال هندسيّة ووجوهاً بشريّة وفخاريات منقوشة، وتظهر تلك المجموعات براعة الصاغة والحرفيين في العصر المملوكي، كما عثر اطعمة في مغارة عاصي الحدث في وادي قنوبين في عام 1989 على ثياب ولوازم لثماني مومياءات مع أطعمة غذائيّة وفاكهة وصكوك ملكيّة لأهالي فروا من بطش المماليك في عام 1283، وتُعرض للمرة الأولى.